Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

محرر الشؤون الدولية بوكالة الأنباء الليبية : هل باستطاعة أمريكا استعادة سمعتها الديمقراطية ؟.

نشر بتاريخ:

  

  طرابلس 18 يناير 2021 (وال) - تساؤلات عديدة يطرحها السياسيون والمحللون في أمريكا والعالم، وفي مقدمتها هل باستطاعة أمريكا استعادة سمعتها الديمقراطية التي تصدعت بعد اقتحام مناصري الرئيس ترامب لمبني مقر الكونغرس في مشهد سيظل لسنوات عديدة عالقا في ذهنية وذاكراة الشعب الأمريكي وشعوب العالم ، وهل يستطيع الرئيس المنتخب بايدن في الـ 100 يوم الأولى من ولايته ترميم التصدع الذي لحق خلال السنوات الماضية بالقيم والمؤسسات الديمقراطية التي استغرق بناءها والوصول إلى العمل بها عشرات العقود من السنين .

 هذه التساؤلات وغيرها لا يقتصر طرحها وتحليلها من قبل جهابده السياسة والاقتصاد وفقهاء الدساتير في العالم بل أصبحت مثارا للجدل والحديث حتى في الأوساط الشعبية الأمريكية ، فلا تجد مواطنا أمريكيا سواء من الذين صوتوا لصالح جوزيف بايدن أو لترامب أم من الذين يقفون على الحياد بينهما لا يعرب عن مخاوفه من وقوع حرب أهلية بين الأمريكيين ، خاصة وهو يرى مليشيات مسلحة تهدد بالقيام بعمليات تخريبية، وهواجسسه مما تخبئه الأيام المقبلة والتي ستضع النظام السياسي والدستوري الأمريكي وكل القيم الأمريكية في الديمقراطية وحقوق الإنسان برمتها على المحك والتي ظلت أمريكا ولعقود طويلة تتغزل بها وتضعها كعصا وعقاب للأنظمة الديكتاتورية في العالم .

 فترامب المنبهر بوهج البيت الأبيض، والقوة الكبرى في العالم، اتبع منذ دخوله للبيت الأبيض قبل أربع سنوات أسلوبا لم تعهده من قبل المؤسسات الأمريكية والدولية ، ولا المراكز البحثية أو الإعلام الأمريكي الذي ناصبه العداء مستعملا مصطلح (Fake media) أي الإعلام الكاذب ولا حتى أنظمة الحكم في العالم سواء الديمقراطية منها أو الاستبدادية وأجهزة مخابراتها .

 أن المتابعين للشأن الأمريكي والمهتمين، بالسياسة الدولية وارتباطاتها الأيديولوجية يساورهم الشك في مدى قدرة جوزيف بايدن، وإدارته على تجاوز التركة المهولة التي ورثها ،خاصة وأن سلفه لا يزال يضع الافخاخ السياسية والأمنية في طريقه ، وهل يستطيع تحقيق تقدم في تنفيذ سياساته ،وإصلاح الانقسام الحاد في المجتمع الأمريكي والخروج بأمريكا إلى بر الأمان ، وإرجاع عربة الديمقراطية إلى سكتها مع علمنا أن البناء يحتاج لسنوات أو عقود من الزمن بينما الهدم لا يستغرق سوى زمانا قليلا !!

 وقد ثبت ذلك من خلال الخطوات التي اتبعها ترامب منذ توليه مهام منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيزه على استنباط خطاب وصف إعلاميا بـ (الشعبوي)، باستمالة اليمينيين المتعصبين لإقصاء غير الأمريكيين، وإحاطة أمريكا بجدار عازل يمنع حتى الراغبين في زيارتها ، وخاصة من مواطني بعض البلدان الإسلامية ومنها ليبيا من دخولها ولو كانت إجراءاتهم وفقا للقانون .

 وكان ما حدث في السادس من يناير الجاري، وإيعاز ترامب لليمينيين حسب قول خصومه، بمهاجمة واقتحام مبنى الكونغرس "الكابيتول"، هو القشة التي قصمت ظهر البعير، وهل هو ناجم عن ما بدأ يعرف بـ "الظاهرة الترامبية" والتي تجلت في رغبات وقرارات الرئيس ترامب المجترّ لسياسة الفرعون أو للحاكم في دول العالم الثالث الذي لا يريد رعاياه أن يروا إلا ما يراه هو ، حيث أنه منذ يوليو 2020 أعلن أن الانتخابات ستزور، وأن الديمقراطيين سيسرقونها قبل أن تبدأ ، أم أنها ورقة التوت التي عرّت النظام الأمريكي ، وكشفت عيوبه وهو ما يدعو حسب بعض الفقهاء الدستوريين الأمريكيين إلى حتمية إعادة النظر في المبادئ الدستورية التي وضعت منذ عقود وتجاوزها الزمن وتحتاج إلى تصحيح الهفوات الدستورية التي استغلها ترامب وقد يستغلها آخرين من بعده . ...(وال)...