Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

بلدان العالم تعيش الخوف من موجة ثانية لفيروس كورونا.

نشر بتاريخ:
( تقرير ). طرابلس 30 يونيو 2020 (وال )- تعيش بلدان العالم بين مطرقة الحاجة لتحريك عجلة اقتصاداتها وإعادة فتح حدودها وأعمالها ، وسندان الخوف من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد ، لا يُعرف على وجه الدقة مدى قوته أو تأثيره. ومن جانبها , تسعى الدول جاهدةً , لتخطي آثار جائحة كورونا التي تسببت بخسائر اقتصادية كبيرة , عبر إعادة فتح الأعمال والمنافذ لتحريك عجلة الاقتصاد المتوقفة ، مدفوعةً بتقارير تسلّط الضوء على التداعيات السلبية لفيروس " كورونا " من الناحية الاقتصادية. ورغم التخوف من خطورة الموجة الثانية لفيروس كورونا ، إلا أن عددا من الخبراء والمختصين يرون بعض المؤشرات الإيجابية التي يعتقدون أنها ستساهم في تخفيف حدة الفيروس. ومن جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية ، أن مبادرة دولية لتسريع عمليات تطوير وانتاج فحوص "كوفيد-19" ولقاحاته وعلاجاته ، ستحتاج إلى أكثر من 30 مليار دولار خلال العام القادم .. وأشارت التقارير إلى إن عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم وصل إلى نحو 10 ملايين حالة ، مما يُعد علامة فارقة جديدة في مسيرة انتشار هذا المرض . وقد أودى المرض الذي سمي "كوفيد-19" ، والذي روّع العالم , حتى الآن ، بحياة زهاء "نصف مليون شخص" على مدار 6 أشهر , شهدت خلالها 14 دولة من بينها الولايات المتحدة واليابان وإيطاليا وبريطانيا ، تباطؤاً شديداً في اقتصادها , ناجم عن وباء كورونا , وعلى الأوضاع المالية بصفة خاصة , وأن هذه الجائحة ستزيد من مستويات الدين في الدول الغنية في العالم بنسبة 20 نقطة مئوية في المتوسط سنة 2020 ، وهوما يعادل ضعف الضرر الذي تكبده الاقتصاد العالمي إبان الأزمة المالية الكبرى. و سترتفع نسب الدين الحكومي في هذه الدول , مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي ، بنحو 19 نقطة مئوية ، بنحو مثلي النسبة في 2019 إبان الأزمة المالية. ولمواجهت " فيروس كورونا " , انفقت الحكومات في أنحاء العالم "عشرة تريليونات دولار" على الإجراءات المالية المتخذة في مواجهة الوباء وتداعياته الاقتصادية ، لكن ثمة حاجة لمزيد من الجهود الكبيرة. و تفيد تقديرات جديدة , أن ما يصل إلى 100 مليون شخص قد ينزلقون إلى الفقر المدقع بسبب هذه الأزمة. وأظهر إحصاء نشرته وسائل الاعلام , يوم امس الاول الأحد ، بلوغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم نحو 10 ملايين حالة ، فيما يعد علامة فارقة جديدة في مسيرة انتشار المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي. وقد أودى المرض الذي سمي "كوفيد-19" ، والذي روّع العالم , منذ أواخرشهر ديسمبر الماضي حتى الآن ، بحياة زهاء نصف مليون شخص على مدار 6 أشهر. وذكرت التقارير أن العديد من الدول المتضررة بشدة من الوباء بدأت في تخفيف إجراءات العزل ، وتنفيذ تعديلات موسعة في نُظم العمل والحياة الاجتماعية , قد تستمر لعام أو أكثر ، حتى ظهور لقاح. وتشهد بعض الدول طفرات جديدة في انتشار عدوى كورونا , مما دفع العديد من الدول إلى إعادة فرض قيود العزل العام جزئيا ، في وضع وصفه خبراء , بأنه قد يكون نمطا متكررا في الشهور المقبلة وحتى العام 2021. وتمثل الإصابات في أميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وأوروبا , نحو 75% من إجمالي المصابين ، وذلك بنسب متساوية تقريبا بين المناطق الثلاث , وسجلت آسيا والشرق الأوسط زهاء(11% و9% ) على الترتيب ، وفقا للإحصاء الذي يعتمد على تقارير حكومية. ووصل عدد الوفيات بالفيروس حتى الآن , إلى حوالي "نصف مليون شخص" من مختلف دول العالم ، وهو تقريبا نفس عدد الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا سنويا ، وفق نقرير "رويترز". ومن جهتها كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" ، نقلا عن أطباء وباحثين ، أن الاستهانة بمصابي كورونا الذين لم تظهر عليهم أي أعراض ، أدت إلى انتشار واسع للوباء في العالم ، خلال الشهرين الأولين للأزمة الصحية. وبحسب المصدر ، فقد جرى الاعتقاد في البداية أن الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا المستجد من دون أن تظهر عليهم أعراض ، لا يقومون بنقل العدوى ، لكن هذا الأمر لم يكن صحيحا. ورجّح الباحثون في البداية ألا ينتقل الفيروس من الأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض ، ظنا بأن فيروس كورونا المستجد يحمل المواصفات الجينية نفسها لفيروس آخر من عائلة "كورونا" وهو "سارس". وفي ألمانيا ، دخل الفيروس عن طريق شخص كان في الصين ، ووصل عن طريق المطار وهو في أتم الصحة والعافية ، وكان مفترضا ألا ينقل العدوى إلى غيره ، لكن العكس هو الذي حصل. ولم يعان هذا الشخص القادم من الصين أي ارتفاع في درجة حرارة الجسم ، كما لم يشتك من السعال ولا من الإرهاق أو العطس. وقال الباحث المختص في الأمراض المعدية بجامعة ميونخ ، "روثي" ، أن الباحثين كانوا واثقين من خلاصاتهم بشأن فيروس كورونا وطرق انتقاله. واشارت التقارير الصحفية إلى أن الهيئات الصحية تجاهلت من لا تظهر عليهم الأعراض ، فقد جرى التركيز في المقابل على قياس الحرارة في المطارات ، كما لم يُفرض ارتداء الكمامات على الأشخاص الأصحاء خلال المرحلة الأولى. وكان فريق علمي من جامعة ميونخ ، من بين الأوائل الذين حذّروا من انتقال الفيروس عن طريق مصابين لم تظهر عليهم أي أعراض ، لكن تحذيراتهم لم تحظ بآذان صاغية. وفي ظل هذا التجاهل ، استشرى الوباء في عدد أكبر من مناطق أوروبا ، وتم تسجيل عدد قياسي من الوفيات في كثير من بلدان القارة العجوز. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن العالم أضاع شهرين كاملين في مناقشة ما إذا كان المصابون الذين لم تظهر عليهم أعراض أشخاصا ناقلين للعدوى , وهذا التأخير كان بسبب أخطاء علمية أو من جراء منافسة وخصومات بين الأكاديميين ، أو ربما التردد في قبول حقيقة ناصعة , وهي أن احتواء الفيروس يستوجب إجراءات صارمة وشديدة. ويقول الباحثون إن ثمة صعوبة في تقدير عدد الأشخاص الذين كانت وقايتهم من المرض أمر ممكنا ، لكن بعض العلماء يؤكدون أنه كان ممكنا أن نحمي عشرات الآلاف من الأرواح , لو أن الحكومات اتخذت الإجراءات المناسبة. ويجري التعامل اليوم مع المصابين بدون أعراض , كناقلين محتملين بشدة للفيروس ، لكن نسبة مسؤولية هذه الفئة في الوضع الوبائي بشكل عام , ما زالت غير واضحة. لكن نماذج حسابية من هيئات علمية في سنغافورة والصين وهونغ كونغ ، رجّحت أن يكون ما بين 30 و60 في المئة من الإصابات , ناجمة عن أشخاص أُصيبوا بفيروس كورونا , من دون أن تظهر عليهم أي أعراض. وبحسب تقرير لوكالة "موديز" للتصنيف الائتماني ، تناول تأثير التباطؤ الاقتصادي الناجم عن وباء كورونا على الأوضاع المالية في 14 دولة من بينها الولايات المتحدة واليابان وإيطاليا وبريطانيا ، فإن الجائحة ستزيد من مستويات الدين في الدول الغنية في العالم بنسبة 20 نقطة مئوية في المتوسط سنة 2020 ، وهو يعادل ضعف الضرر الذي تكبده الاقتصاد العالمي إبان الأزمة المالية الكبرى. ولفت التقرير إلى أن نسب الدين الحكومي في هذه الدول , سترتفع مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي ، بنحو 19 نقطة مئوية ، أي نحو مثلي النسبة في 2019 إبان الأزمة المالية. و قالت مديرة صندوق النقد الدولي ، إن الحكومات في أنحاء العالم أنفقت عشرة تريليونات دولار على الإجراءات المالية المتخذة في مواجهة الوباء وتداعياته الاقتصادية ، لكن ثمة حاجة لمزيد من الجهود الكبيرة. وأوضحت "كريستالينا جورجيفا" أن تقديرات جديدة تفيد بأن ما يصل إلى 100 مليون شخص قد ينزلقون إلى الفقر المدقع بسبب الأزمة ، مما سيمحو مكاسب تقليص الفقر للأعوام الثلاثة الأخيرة. ومن جانبه ، توقع البنك الدولي أن يتسبب فيروس كورونا في تقلص الناتج العالمي 5.2% في 2020 ، وهو ما سيكون أعمق انكماش منذ الحرب العالمية الثانية. ودفعت هذه الأرقام السلبية عددا كبيرا من الدول لاتخاذ خطوات أو التفكير بحلول تعيد الحياة لاقتصاداتها ، وسط تحذيرات من خبراء وعلماء من خطورة هذه الخطوة إذا لم تكن مدروسة على نحو دقيق ، وذلك في حال ظهور موجة ثانية لوباء "كوفيد-19". ففي بريطانيا وغداة إعلان رئيس الوزراء "بوريس جونسون" إعادة فتح الحانات والمطاعم وصالونات تصفيف الشعر والمتاحف ودور السينما , في مطلع يوليو بعد إغلاقها منذ نهاية مارس ، نشر ممثلو الأوساط الطبية رسالة مفتوحة في مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" المتخصصة , وكتب موقعو الرسالة ، ومن بينهم رئيس الجمعية الطبية البريطانية التي تمثل الأطباء في المملكة المتحدة : "رغم أنه من الصعب التكهن بالشكل الذي ستتخذه الجائحة في المملكة المتحدة ، فإن الأدلة المتوافرة تكشف تزايد احتمال ظهور بؤر محلية ، وأن هناك خطرا فعليا بحصول موجة ثانية". وتابعت الرسالة : "ينبغي الآن عدم الاكتفاء بمعالجة العواقب المهمة لأول مرحلة من الوباء ، بل التثبت أيضا من أن البلد جاهزٌ بالشكل المناسب لاحتواء مرحلة ثانية". وعبّرت منظمة الصحة العالمية ، عن قلقها من أن إصابات فيروس كورونا قد ترتفع من جديد في أوروبا ، مشيرة إلى تخوفها إزاء الأنظمة الصحية في حال لم تجر السيطرة على هذا التفشي الجديد الذي بدأ بعد رفع قيود العزل. وأعلن مدير فرع أوروبا في منظمة الصحة العالمية "هانز كلوغ" , خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو من كوبنهاغن : "الأسبوع الماضي ، شهدت أوروبا ارتفاعا في عدد الإصابات اليومية للمرة الأولى من أشهر . شهد 30 بلدا ارتفاعا في عدد الإصابات التراكمية خلال الأسبوعين الماضيين". وبيّن "كلوغ" أنه "في 11 من هذه الدول أدى تسارع العدوى الى انتشار كبير مجددا يمكن ، في حال عدم السيطرة عليه ، أن يدفع الانظمة الصحية إلى استنفاذ طاقاتها مرة أخرى في أوروبا". ورغم التخوف من خطورة الموجة الثانية لفيروس كورونا ، إلا أن عددا من الخبراء والمختصين يرون بعض المؤشرات الإيجابية التي يعتقدون أنها ستساهم في تخفيف حدة الفيروس. ووفق الأستاذة والباحثة في علم الأدوية الدكتورة "ميس عبسي" ، فقد طوّرت الدول بروتوكولات للتعامل مع "كوفيد-19" باحترافية ، وهناك أيضا تجارب سريرية خاصة بالفيروس بدأت تؤتي نتائج مبشرة على مستوى علاج المصابين بالمرض أو الأعراض المرتبطة بالوباء. وقالت "ميس: "حتى ولو كانت هناك موجة ثانية لكورونا ، فقد أصبح العالم اليوم يتمتع بمعرفة أكبر بشأن طبيعته وآليات انتشاره ، فضلا عن التوصل لعلاجات مجدية في عدد من الحالات ، وكل ذلك يقودنا للاعتقاد بأن الجولة القادمة ستكون أقل ضررا". وبدوره قال الأستاذ ومستشار علاج الأمراض المعدية الدكتور "ضرار بلعاوي" ، إنه لا يمكن معرفة إمكانية حدوث موجة ثانية لفيروس كورونا أو موعد حدوثها ، لكن يرجح أن تكون في الخريف أو الشتاء ، إلا أن تاريخ "الفيروسات التاجية" ومنها كورونا ، يشير إلى ضعفها بمرور الوقت وانتقالها من شخص لآخر ، وذلك لكونها تفقد تكوينها الجيني. ودعا "ضرار" للتفريق بين مصطلحي "الموجة" و"الارتداد" ، موضحا : "ستحدث موجة مع دخول فصلي الخريف والشتاء ، وما حدث في بعض الدول من عودتها لتسجيل إصابات بعد تراجع ملحوظ ، مرّده عودة عدد من المواطنين المصابين بالفيروس لبلدانهم الأصلية ، وهي عبارة عن ارتدادات وبائية". وأشار "ضرار" إلى أن العلم لا يستطيع أن يصدر قرارا نهائيا حول شدة الموجة الثانية ، وخصوصا أن تخفيف القيود قد يجعل البعض يشعرون بالإحساس الزائف بالأمان ، ولكن دراسة الفيروسات المعروفة أثبتت أن طفراتها وموجاتها التالية لم تكن أشرس من الأولى. ومن جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية ، أن مبادرة دولية لتسريع عمليات تطوير وإنتاج فحوص "كوفيد-19" ولقاحاته وعلاجاته ، ستحتاج إلى أكثر من 30 مليار دولار خلال العام القادم. وذكرت المنظمة أثناء عرضها تفاصيل مبادرة "تسريع الوصول إلى أدوات كوفيد-19" الهادفة لحشد الموارد الدولية لاحتواء الوباء ، والتي أطلقتها نهاية أبريل الماضي مع شركائها ، أن "الخطط المقدمة اليوم تدعو لتمويل بقيمة 31,3 مليار دولار للفحوص والعلاجات واللقاحات". وتعد الولايات المتحدة الأميركية ، التي سجلت أول وفاة بكوفيد-19 مطلع فبراير ، البلد الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات والإصابات مع تسجيلها 122.238 وفاة من أصل 2.398.491 إصابة ، في حين شفي ما لا يقل عن 663.652 شخصا. وتأتي البرازيل بعد الولايات المتحدة ، حيث سجلت 54971 وفاة من أصل 1.228.114 إصابة ، تليها المملكة المتحدة بتسجيلها 43230 وفاة من أصل 307.980 إصابة ، ثم إيطاليا مع 34678 وفاة (239.706 إصابات ، وفرنسا مع 29752 وفاة (197.755 إصابة). وحتى اليوم ، أعلنت الصين (بدون احتساب ماكاو وهونغ كونغ) رسميا 4634 وفاة من أصل 83462 إصابة (13 إصابة جديدة بين الخميس والجمعة) تعافى منها 78439 شخصا. وأحصت أوروبا 195.028 وفاة من أصل 2.603.552 إصابة فيما بلغ عدد الوفيات المعلنة في الولايات المتحدة وكندا 130.777 (2.501.065 إصابة). وفي أميركا اللاتينية والكاريبي سُجلت 105.753 وفاة (2.296.254 إصابة) ، وآسيا 31827 وفاة (1.150.766 إصابة) , والشرق الأوسط 14722 وفاة (695.172 إصابة) , وأفريقيا 9034 وفاة (348.202 إصابة) وأوقيانيا 133 وفاة (9038 إصابة). == (( وكالة الانباء الليبية )) == ------------------------