ترامب بين مساعي الديمقراطيين لعزله ودعم الجمهوريين لحمايته من السقوط.

واشنطن 11 ديسمبر 2019 (وال) ـ أصبح في حكم المؤكد أن الرئيس دونالد ترامب ثالث رئيس أميركي يواجه احتمالات العزل في الكونغرس، غير أنّه أبعد عن السقوط وعن خسارة منصبه وفق توقعات معارضيه قبل أسابيع قليلة . وتشير المعطيات قبل أقل من أحد عشر شهرا، تفصل عن الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أواخر العام المقبل 2020، يبدو الملياردير الجمهوري مستعداً ومتسلحاً بإستراتيجية دفاع شرسة جداً وبأرقام اقتصادية جيدة . وتعدّ الاتهامات الموجهة إلى الرئيس الأميركي الــ 45 جسيمة، إذ تشير إلى أنّه أساء استخدام السلطة وعرقل عمل الكونغرس. ويلام ترامب على أنّه مارس ضغطا مباشرا على أوكرانيا لكي تحقق في ملف مرتبط بجو بايدن الذي يحتمل ان يرشحه الحــــزب الديموقراطي لمواجهة ترامب كمرشح جمهوري في 2020 . ويعتقد بعض المراقبين أنّ المعادلة السياسية تنبيء بأنّ ترامب يوشك على تجاوز هذه العقبة من دون أضرار.كما يبدو أنّ الإستراتيجية التي اتبعها ستؤتي ثمارها، حيث قامت هذه الاستراتيجية على الطعن في مصداقية كل ما يوجه اليه من اتهامات، ورفض المشاركة في الإجراءات، كما السعي إلى إظهار المحاكمة على أنها (عملية حزبية سخيفة)، حسب التصرفات والأوصاف التي يطلقها ترامب من حين لآخر على منافسيه الديمقراطيين وما تثيره من سخط بين الديموقراطيين، فيما تكتسي طابعا إيجابيا ضمن الكتلة الناخبة المؤيدة له وبين ممثلي الحزب الجمهوري في بلد يعرف استقطابا سياسيا حادا وتبدو انقساماته متجذّرة . ومن دون الدخول في تفاصيل الاتهامات، يعتبر الجمهوريون أنّ الديموقراطيين يسعون إلى القفز فوق نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة وتقويضها . واعتبر البيت الأبيض أنّ لهذه المحاكمة أثرا وحيدا، وهو تعزيز وحدة الحزب الجمهوري خلف مرشحه وتحفيز الناخبين في الولايات الرئيسة حيث يتحدد على موقف الناخبين بتلك الولايات، مصير جزء مهم من الانتخابات . وعلى الرغم من ان دونالد ترامب غير المألوف بكل المقاييس؟ فان توحّد الجمهوريين حتى الآن خلفه قد يبقيه مقيما بالبيت الأبيض لولاية ثانية.