Lana News
وكالة الأنباء الليبية
آخر الأخبار

زيارة بوتين إلى الخليج تسلط الضوء على التأثير الروسي المتصاعد في المنطقة وسط تراجع أمريكي (تقرير).

نشر بتاريخ:
بكين 16 أكتوبر 2019 (وال)- جاءت زيارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى السعودية والإمارات وسط تطورات جديدة ومهمة على صعيد قضايا الشرق الأوسط المختلفة، وسلطت الضوء على تأثير روسي متصاعد في المنطقة وسط فجوة أحدثها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب". وبدأ الرئيس الروسي يوم الاثنين الماضي زيارة رسمية للسعودية هي الأولى له منذ 12 عاما، التقى خلالها العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز". وعقد الزعيمان جلسة مباحثات تناولت علاقات الصداقة بين البلدين، وسبل تعزيز وتطوير التعاون الثنائي في مجال النفط، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الدولية محل الاهتمام المشترك. وخلال الزيارة، وقعت روسيا والسعودية "ميثاق التعاون بين الدول المنتجة للبترول" خلال فعالية شراكة الطاقة السعودية الروسية، وتبادلتا في الفعالية 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والفضاء والصحة والثقافة وغيرها. وبعد السعودية، قام "بوتين" بزيارة مماثلة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الثلاثاء، حيث أكد الرئيس الروسي خلال جلسة مباحثات مع الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان" ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن العلاقات بين روسيا والإمارات تتطور في جو ودي وبناء وتتسع العلاقات التجارية والثقافية والإنسانية من خلال التنسيق المكثف، بينما ناقشا العديد من الملفات العالمية في مقدمتها الوضع في سوريا واليمن وفلسطين والخليج. كما وقعت الدولتان اتفاقيات ومذكرات تفاهم شملت المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبيئية. وفضلا عن بُعد تعزيز العلاقات الثنائية لزيارة بوتين إلى الدولتين في الخليج، تكمن الأهمية الأخرى للزيارة في توقيتها، أي وسط تغيرات وتطورات سريعة في قضايا مختلفة في الشرق الأوسط، مثل التوترات في الخليج وبدء العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا. وخلال السنوات الماضية، ظلت روسيا تعمل على تعزيز التواصل والتنسيق مع إيران وتركيا فيما يتعلق بالأزمة في سوريا، وتحسين العلاقات مع السعودية ومصر وغيرهما من الدول العربية، وفي الجانب الآخر، تقلل الولايات المتحدة من انخراطها وتدخلها في شؤون المنطقة. وفي هذا الصدد، قال "سون ده قانغ" نائب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" إن أسلوب تعاطي الولايات المتحدة وعدم اتخاذ إجراءات مضادة فعالة في أعقاب تعرض المنشآت النفطية السعودية للهجوم والتخلي عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تعتبر حليفها في مكافحة داعش، أدى إلى زيادة الشكوك بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة إزاء الضمانات الأمنية التي قدمتها واشنطن. وأكد "سون" أنه "على هذه الخلفية، تحاول روسيا اغتنام هذه الفرصة لتوسيع تأثيرها في الشرق الأوسط وخاصة بين حلفاء الولايات المتحدة".. مضيفا أن الرئيس بوتين يحاول سد تلك الفجوة التي أحدثها ترامب. وفي أعقاب الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، الذي تسبب بتراجع الإنتاج إلى النصف تقريبا، أعربت روسيا عن استعدادها لتقديم العون، واقترحت على السعودية شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية أس-400 مثلما فعلت من قبل مع إيران بتوريد أس 300 وتسليم تركيا الدفعة الأولى من أس 400. وبغض النظر عن موقف الرياض من الاقتراح الروسي، إلا أن الهجوم نفسه الذي استخدم في تنفيذه طائرات مسيرة قد أثار التساؤلات حول الالتزام الأمني الأمريكي. وقبل زيارته، قال بوتين في مقابلة مع وسائل إعلام عربية إن "السعودية وإيران ليستا بحاجة إلى وساطة" ولكن حكومته من الممكن أن "تلعب دورا حيويا في الحوار بينهما من خلال تقديم أفكار من منظور الصداقة". واعتقد "سون" أن روسيا بإمكانها أن تستغل تأثيرها المتصاعد لخفض التوترات في الخليج. وقد أثارت تقارير إعلامية سابقة للزيارة تكهنات بأن بوتين يحمل عرضا لاستضافة حوار مباشر بين السعودية وإيران في منتجع سوتشي على البحر الأسود. وفي سوريا، فيما وصف بتطور جديد لصالح روسيا، اختارت (قسد) التحالف مع الحكومة السورية لمواجهة العملية العسكرية التركية الجارية في شمال شرقي سوريا في أعقاب قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من المنطقة. وأجرى "بوتين" اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لبحث التطورات في سوريا، حيث قبل الأخير دعوة لزيارة موسكو في الأيام القادمة، حسبما ذكر الكرملين يوم الثلاثاء. وأفاد الإعلام التركي بأن "أردوغان" قال إنه رفض دعوة من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لوقف الهجوم التركي في شمال شرقي سوريا. ومن المتوقع أن تلعب روسيا دورا هاما في تبادل وتنسيق المواقف بين تركيا وسوريا. وقال "سون" إنه على خلفية تزايد التأثير الروسي وتراجع قدرة ورغبة الولايات المتحدة في التدخل في شؤون منطقة الشرق الأوسط، تتجه الآن المنطقة إلى التعددية القطبية مع اختلاط القوى المختلفة من جديد. ...(وال)